الجمعة، 7 يناير 2011

تكنولوجيا التعليم من أجل مستقبل أفضل

كتب : سعيد رمضان محمد على

أحدث التقدم التكنولوجي في مجال الالكترونيات و الحاسب الألي في الفترة الأخيرة طفرة في مختلف المجالات كالطب و الهندسة و التعليم فتنافس الكثير من رجال الأعمال و شركات القطاع الخاص خاصة في الدول المتقدمة في الغرب و جنوب شرق أسيا على تصميم و انتاج برامج سوفت وير حديثة لتحقيق الأهداف التعليمية التربوية بشكل أسرع و أيسر لتوفر تلك البرامج وقت و جهد كل من المعلم و الدارس و ذاع صيت تلك البرامج و أثبتت التجارب الميدانية نجاحها و فعاليتها مما ساعد على ظهور مفاهيم و اتجاهات جديدة في مجال التعليم لم تكن لتوجد من قبل كالتعلم عن بعد أو التعلم online و بالرغم من اختلاف وجهات نظر المتخصصين في العلوم التربوية حول مدى جدوى هذه البرامج حيث يرى البعض أن للمعلم داخل الفصل دور إنساني لا يمكن أن تعوضه تلك الأجهزة و البرامج الباردة غير أن البرامج جيدة التصميم و التي تبنى على أسس و نظريات التعلم الحديثة لها من الإيجابيات أكثر مما عليها.


توفر هذه البرامج للمتعلم الكثير من الامكانيات التي يصعب توفيرها داخل الفصل الدراسي التقليدي كاعتمادها الرئيسي على توظيف الوسائل التعليمية السمعية البصرية التي تجذب الدارس و تساعده على الفهم و التفاعل مع المادة الدراسية بشكل أفضل فعلى سبيل المثال تعتمد برامج تعلم اللغات الأجنبية على تسجيلات صوتية – للناطقين بهذه اللغات native speakers – لنطق المفردات اللغوية نطقا سليما من ناحية مخارج الأصوات و النبر و التنغيم بينما يعتمد الطالب داخل الفصل الدراسي بصورته التقليدية على المدرس الذي تؤثر لهجته و لغته الأم على طريقة نطقه لتلك المفردات كما يوجد عند البعض منهم عيوب في نطق بعض الأصوات.

و من ناحية أخرى تعطي بعض برامج السوفت وير مثل برنامج تعلم اللغات المعروف عالميا باسم hot potatoes المتعلم الفرصة للتعرف على صحة أو خطأ إجاباته في التمرينات الشيقة التي يطرحها البرنامج مع تصحيح الإجابات الخاطئة من خلال معلومات وافية feedback تدور حول الموضوع الذي تناوله التمرين بالإضافة إلى توجيهه و إرشاده إلى بعض الروابط الهامة المتاحة في المواقع الالكترونية التي تتناول نفس الموضوع مما يشبع احتياجات الطالب المتفوق و فضوله لمعرفة المزيد من المعلومات كما توفر للطلبة ذو التحصيل الدراسي الأقل نسبيا slow learners فرصة مشاهدة هذه البرامج و التفاعل معها مئات المرّات -على عكس ما يحدث داخل الفصل بشكله التقليدي- فضلا عن البرامج العلاجية remedial work التي تهدف إلى النهوض بهم دراسيا.


أثبتت دراسات و نظريات علم النفس -كالنظرية المعروفة باسم الذكاءات المتعددة -اختلاف الدارسين من ناحية الميول و مستوى التحصيل الدراسي و اختلافهم أيضا من ناحية أساليبهم و استراتجيتهم في التعلم مما يؤكد فعالية برامج التعلم التي تخاطب كل من المتعلم السمعي – الذي يعتمد على حاسة السمع في التعلم و البصري أيضا و غيرهم من المتعلمين على اختلاف أذواقهم و مشاربهم غير أن هذه البرامج الجذّابة لا يمكنها تعويض التفاعل الحي بين الدارسين داخل الفصول أو أن تكون بديلا للمعلم و التفاعل الوجداني بينه و بين تلاميذه بل هي مجرد أداة و وسيلة تعليمية شيقة أفرزتها التكنولوجيا الحديثة لتكمل دور المعلم الذي يجب تدريبه جيدا على كيفية توظيف تلك البرامج التوظيف الواعي المستنير لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق